تأليف
يونس أبو عبد الله
لتحميل الكتاب
http://www.zshare.net/download/6985373256bb71f0/صفة وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم)
في القرآن والسنة كأنك تراها
تأليف
يونس أبو عبد الله
مقدمة الكتاب
الحمد لله الذي فرض الصلاة على عبده، وأمرهم باقامتها وحسن أدائها، و جعل الوضوء مفتاحا للصلاة لا تصح الا به.
والصلاة والسلام على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) أشرف المخلوقين، المخاطب بقوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم) سورة النحل، فقام (صلى الله عليه وسلم) بهذه الوظيفة حق القيام، فبين للناس صلاحهم ونجاتهم يوم القيامة.
فأمرهم بالتمسك بدينه، وباتباع سنته، والاقتضاء بأصحابه، قال سبحانه (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله). فاتبعوني أي اتبعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال سبحانه (من يطع الرسول فقد أطاع الله).
من يدعي حب النبيولم يفد........من هديه فسفاهة وهراء
فالحب أول شرطه و فروضه.......ان كان صدقا طاعة ووفاء
لذلك وجب على العلماء الربانيين أن يبينوا للأمة صفة وضوئه (صلى الله عليه وسلم) حتى يقتدوا به و يأخدوا عنه وسيأتي بيانه صفة وضوئه ان شاء الله، وأرجوا من الله ما وعدنا به على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم) (من دعا الى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا...) رواه مسلم.
يونس أبو عبد الله
1- فضل الوضوء
روى مسلم من حديث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (من توضأ فأحسن الوضوء،خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحث أظفاره). وهذا التكفير انما هو لصغائر الذنوب، كما هو مذهب الجمهور، أما الكبائر فتحتاج الى توبة، مع العزم على عدم الرجوع اليها.
وروى مسلم من حديث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أنه (صلى الله عليه وسلم) قال (من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفرله ما تقدم من ذنبه).
وروى مسلم من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (ان أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل). قيل المستحب، الزيادة الى نصف العضد والساق، وقيل فوق ذلك، وقد تبث ذلك عن ابن عمر، كما روى ابن أبي شيبة وأبو عبيد باسناد حسن.
2-مشروعية الوضوء من الكتاب والسنة
معلوم أن من الدين بالضرورة الطهارة من الحدثين، وهو شرط من الشروط لصحة الصلاة، وجاء ذلك في الكتاب والسنة.
أما الكتاب
فقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون). سورة المائدة الآية (6).
فالآية آمرة بالوضوء عند القيام إلى الصلاة، لكن ان كان الانسان مريضا أو لم يجد الماء، فله أن يتيمم، صعيدا طيبا، والصعيد ليس المراد به التراب فالتراب أخص، والصعيد أعم، فالصعيد في اللغة هو وجه الأرض، سواء رملية، أو صخرية، أو ترابية، ونحو ذلك.
وأما السنة
فما روى مسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (لا تقبل صلاة بغير وضوء). وروى مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه قال) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا تقبل صلاة أحدكم، اذا أحدث، حتى يتوضأ). والقبول هنا معناه الذي يترتب عليه الاجزاء، واسقاط الفريضة على المصلي، وتبرئة دمته.
فالصلاة لا تصح الا بوضوء، ومن صلى بدونه فلا صلاة له.
3-صفة الوضوء
روى البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن حمران مولى عثمان، أن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، وفي رواية البخاري غسل كفيه ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الايناء، فمضمض و استنشق، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى الى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال عثمان بعد أن فرغ من وضوءه، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توضئ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفرله ما تقدم من ذنبه.
كان ابن شهاب، وكان علماؤنا يقولون، هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة.
4-شروط الوضوء
والشرط هو ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم، يعني أن الشيء المشروط بشرط اذا عدم شرطه، عدم هو أيضا، فلا صلاة بغير طهور، اذا عدم الطهور عدمت الصلاة.
الشرط الأول (النية)
ومحلها القلب ولا يشرع التلفظ بها أبدا لعدم تبوث ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
الشرط الثاني (التسمية أول الوضوء)
وهي قول (بسم الله)، روى ابن ماجه بسند حسن من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (لاصلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، وفي رواية لسهل بن سعد الساعدي، ولا صلاة لمن لا يصلي على النبي، ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار).
لكن اذا نسي الانسان التسمية في الوضوء فلا حرج ولا شيء عليه، ووضوءه صحيح لقوله تعالى (ربنا لا تؤاخدنا ان نسينا أو أخطأنا). وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (نعم لكم ذلك، لن يؤاخدكم الله اذا نسيتم أو أخطأتم).
الشرط الثالث (الموالات)
وهي التتابع في غسل الأعضاء، بمعنى ألا يكون هناك فاصل كبير بين غسل الأعضاء، لأن الفاصل اذا طال لا يجوز للمتوضئ أن يعود ويبني لا ماسبق، بل يلزمه اعادة الوضوء، أما اذا كان الفاصل قصيرا فلا يضر ذلك ان شاء الله.
وهذا لما روى أحمد في مسنده بسند جيد عن خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبي أنه (صلى الله عليه وسلم) رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يعيد الوضوء والصلاة. والأمر هنا باعادة الوضوء والصلاة، راجع الى عدم حصول الموالاة بسبب طول الفاصل، والله أعلم.
5-فرائض الوضوء
والفرض هو ما يتاب فاعله، ويأثم تاركه.
أولا (غسل اليدين)
وغسل اليدين مستحب لما روى البخاري ومسلم عن حمران مولى عثمان أن عثمان دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات. وروى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (اذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فان أحدكم لا يدري أين باتت يده).
أخد الشافعي والجمهور باستحباب غسل اليدين عقب كل نوم، وخصه الامام أحمد بنوم الليل، والصحيح والله أعلم ما عليه الجمهور، أي عقب كل نوم، لأنه ينبغي علينا الحاق نوم النهار بنوم الليل، واتفقوا على أن الانسان لو غمس يده في الاناء فلن يضر هذا الفعل بالماء، لأن التعليل بأمر يقتضي الشك قرينة صارفة للأمر من الوجوب الى الاستحباب عند الجمهور،لأن علة النهي هل لاقت يده ما يؤثر الماء.
أما المستيقظ فيستحب له غسل يديه لما روى البخاري عن عبد الله بن زيد بن عاصم لما سئل عن وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم)، كفأ على يديه (الماء) فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده في الاناء.
ثانيا (غسل الوجه-المضمضة و الاستنشاق)
وهو ما صرح به ربنا في الآية (ياأيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم).
ويدخل في غسل الوجه المضمضة والاستنشاق، وهذه الفرائض زادت عن طريق السنة، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) هو المبين عن الله مراده، وقد تبث مداومته على المضمضة والاستنشاق في كل وضوء، فأفادت هذه المداومة التي لم يخل بها النبي (صلى الله عليه وسلم) أن غسل الوجه المأمربه في القرآن هو ظاهر الوجه وباطنه (الفم والأنف).
المضمضة
روى الشوكاني عن لقيط بن صبرة باسناد صحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (اذا توضأة فمضمض).
الاستنشاق
روى مسلم من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (اذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر، وفي رواية ثم ليستنثر).
المضمضة و الاستنشاق في حال الصيام
روى الترمذي من حديث لقيط بن صبرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (وبالغ في الاستنشاق الا أن تكون صائما)(حسن صحيح). فعلى الانسان ألا يبالغ في المضمضة والاستنشاق في حال الصيام، وذلك خشيت أن ينزل الماء الى الحلق، لكن مما نراه في نهار رمضان، أن هناك بعض الناس يكتفون بمسح الفم دون المضمضة، وهذا من التنطع في الدين، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (هلك المتنطعون) قالها ثلاثا. رواه مسلم من حديث ابن مسعود، والمتنطعون هم الغالون المجاوزون للحدود في أقوالهم وأفعالهم، بل يجب عليه المضمضة والاستنشاق دون المبالغة في ذلك، حتى لا ينزل الماء.
سنن المضمضة و الاستنشاق
من سنن أن تتمضمض و تستنشق بعرفة واحدة، روى البخاري أن عبد الله بن زيد لما سئل عن وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم) مضمض واستنشق واستنثر ثلاثا، بثلاث غرفات من ماء.
ومن السنة أيضا أن يكون الاستنثار باليد اليسرى، لأنه من باب ازالة الأذى، وقد ثبت من فعله أنه كان يستنثر باليد اليسرى. رواه النسائي.
غسل الوجه
حدود الوجه (قال القرطبي)
الوجه في اللغة مأخوذ من المواجهة ، وهو عضو مشتمل على أعضاء وله طول وعرض ؛ فحده في الطول من مبتدأ سطح الجبهة إلى منتهى اللحيين ، ومن الأذن إلى الأذن في العرض.
(قال ابن كثير)،وحد الوجه عند الفقهاء، ما بين منابت شعر الرأس، ولا اعتبار بالصلع، إلى منتهى اللحيين والذقن طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا. فهذه حدود الوجه على الانسان أن يستوعبها كلها بالماء، لكي يكون وضوؤه صحيحا.
سنن غسل الوجه
من سنن غسل الوجه، تخليل اللحية، كما ورد في حديث أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان اذا توضأ أخد كفا من ماء فأدخله تحت حنكه، فخلل لحيته، وقال هكذا أمرني ربي عزوجل. رواه أبو داود وقال ابن حجر العسقلاني حسن.
ثالثا (غسل اليدين الى المرفقين)
وهو ما صرح به ربنا في الآية (وأيديكم الى المرافق).
وغسل اليدين يكون ظاهرا وباطنا وجوانبا، يقول الشافعي (ولا يجزئ في غسل اليدين أبدا، الا أن يؤتي على مابين أطراف الأصابع الا أن تغسل المرافق، ولا يجزئ الا أن يؤتي بالغسل على ظاهر اليدين وباطنهما وحروفهما حتى ينقضي غسلهما، وان ترك من هذا شيء وان قل لم يجزئه).
والنبي (صلى الله عليه وسلم) (كان يتوضأ وعليه جبة فأراد أن يرفع كمها، فضاقت فأخرج يده من الكم كله وغسل يديه).
وجوب تخليل أصابع اليدين
عن لقيط بن صبرة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع).
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (لتنهكن الأصابع بالطهور، أو لتنهكنها النار). رواه الألباني في السلسلة الصحيحة. (والنهك هو المبالغة).
سنن غسل اليدين
من السنن الاطالة في غسل اليدين لقوله (صلى الله عليه وسلم) (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل).رواه البخاري. قيل المستحب الزيادة الى نصف العضد، وقيل الى فوق ذلك.
رابعا (مسح الرأس)-(الأذنان)
وهو ما صرح به ربنا في الآية (وامسحوا برءوسكم).
والمسح يكون بمسح الرأس كله، ولا يجزئ مسح بعض الرأس، والأذنان من الرأس، كما روى أبوداود والترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توضأ فمسح أذنيه مع الرأس وقال (الأذنان من الرأس).
مسح الرأس
وله ثلاث حالات
الحالة الأولى أن تمسح الرأس كله، وهو الأصل لقوله تعالى(وامسحوا برءوسكم).ولما جاء في حديث عبد الله بن زيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه. رواه الجماعة. و الحالة الثانية أن تستوعب العمامة بالمسح كلها، لما جاء عن عمرو بن أمية (رضي الله عنه) قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يمسح على عمامته وخفيه. رواه أحمد والبخاري وابن ماجه. وعن بلال أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال (امسحوا على الخفين والخمار). رواه أحمد. و الحالة الثالثة أن تمسح مقدمة الرأس، وتكمل على العمامة، كما في حديث المغيرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مسح بناصيته وعلى العمامة. رواه مسلم. واقتصر على مسح الناصية لأنه يحمل بقية الرأس.
أما المرأة يكفيها أن ترجع يديها الى قفاها، وما استرسل من شعرها بعد ذلك لا يلزمها، والله أعلم.
مسح الأذنين
والصحيح أن لا يأخد ماء جديدا لأذنيه، وانما يمسحهما بالماء المتبقي من ماء الرأس، وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن باز، والعثيمين، أما حديث أنه أخد لأذنيه ماء جديدا فهو ضعيف.
ومسح الأذنين يكون بأن تدخل السبابة في خرق الأذنين (أي من الداخل)، وتمسح بابهامك ظاهرهما.
ومما نراه أن بعض الناس اذا مسحوا الأذنين، مسحوا بعدها العنق، ويستدل بعضهم بحديث مسح العنق أمانة من الغل، هذا الحديث لا يصح، وقال ابن تيمية، وابن القيم، لم يصح عنه مسح العنق.
خامسا (غسل الرجلين الى الكعبين)
وهو ما صرح به ربنا في الآية (وأرجلكم الى الكعبين).
وذلك بأن يستوعب الماء كل الرجل،ظاهرا وباطنا وجوانبا، فقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنه) قال، تخلف النبي (صلى الله عليه وسلم) عنا في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقنا العصر (أي أرخانا العياء) فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته (ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا). والعقب هو مؤخر القدم. قال ابن خزيمة، لو كان الماسح مؤديا للفرض لما توعد بالنار.
وجوب تخليل أصابع الرجلين
عن لقيط بن صبرة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع).
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (لتنهكن الأصابع بالطهور، أو لتنهكنها النار). رواه الألباني في السلسلة الصحيحة. (والنهك هو المبالغة).
6-سنن الوضوء
والسنة ما يتاب فاعله، ولا يعاقب تاركه ولا يأثم.
أولا (السواك)
روى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (لولا أن أشق على الناس، لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة، وفي رواية لعلي بن أبي طالب باسناد حسن، مع كل وضوء).
وروى البيهقي بسند حسن عن أم سلمة أنه (صلى الله عليه وسلم) قال (مازال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت على أضراسي).
ثانيا (البدأ باليمين)
روى النسائي عن عائشة (رضي الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يحب التيامن ما استطاع، في طهوره، وتنعله (لبس الحذاء)، وترجله (مشط الشعر أو حلقه)، ويأخد بيمينه، ويعطي بيمينه، وفي رواية كان يحب التيامن في شأنه كله.
ثالثا (الدلك والاقتصاد في الماء)
عن عبد الله بن زيد الأنصاري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى بثلثي مد فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه. فكان (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ بثلثي مد. والمد هو ملئ حفنتي الرجل بكفيه.
رابعا (تثليت الغسل)
الواجب مرة واحدة، والسنة ثلاث غسلات، وثبت عنه أيضا مرتين مرتين، ومرة مرة، ويجوز أيضا أن تخالف في عدد الغسلات كأن تغسل الوجه مرة واليدين ثلاثا...
لما جاء في البخاري عن عبد الله بن زيد لما سئل عن وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم) (...فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل يديه في الاناء، فغسل يديه الى المرفقين مرتين مرتين...)
خامسا (الدعاء بعد الفراغ من الوضوء)
اذا فرغ الانسان من الوضوء فليقل، أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. رواه مسلم. ثم يقول بعد ذلك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا اله الا أنت، أستغفرك و أتوب اليك. رواه الترمذي والنسائي بسند صحيح.
خاتمة
بعد فضل الله وتوفيقه، قمت بجمع ما صح من فعله (صلى الله عليه وسلم) في الوضوء، في كتاب سميته صفة وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم) في القرآن والسنة كأنك تراها، الذي أسأل الله أن يكون خالصا لوجهه، فما كان لله دام واتصل، وماكان لغير الله انقطع وانفصل، وأسأل الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد أن يرحم بهاذا الكتاب أبي رحمه الله و جميع المسلمين الأحياء منهم و الأموات،هذا وماكان من توفيق فمن الله، وما كان من خطئ، أو سهو، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، وصلى الله على نبينا محمد.