العدواني مؤرخ سوف

التعريف بالشيخ العدواني مؤرخ
سوف:



لما أراد الله عمارة ارض سوف الطيبة بعث لها هبته
المتمثلة في(عدوان ) ،وهو رجل من بني
مخزوم الموجودين بالمدينة المنورة ،جاء ضمن الجيش الذي بعثه الخليفة عثمان ابن
عثمان رضي الله عنه ،[1]لفتح
افريقية بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ،أخيه من الرضاعة ،وذلك في سنة 27
للهجرة ولما أدى الجيش وجبه عاد إلى المدينة المنورة ،وتخلف (عدوان ) بقرية سوف
واستقربها ،ثم تزوج بامرأة عربية ،فأنجبت له عشرين ولدا ذكورا ،وكان من بين أحفاده
الشيخ العدواني السوفي الرحماني اللجي



و يجدر
الذكر بأن اسم العدواني المذكور في بعض النسخ التي أطلعنا عليها هو محمد بن محمد
بن عمر القسنطيني المعروف بالعدواني ولا ندري من أين جأته النسبة القسنطينية إذا صحت
وهي النسبة التي تحولت في إحدى نسخ تونس إلى القسطيلي وقد تكون هذه النسبة أقرب من
النسبة إلى قسنطينة إذا علمنا أن مسرح الأحداث التي عاشته قبيلة( عدوان ) هو أرض
سوف والزيبان الجريد ونواحي تبسه ،وهو عند آخرين عزاز بن سالم أبن مبارك أبن عمار ابن
خليفة العدواني ولا شك أن هذا الاسم مستخرج من اسم الراوي الذي يراد في تاريخ
العدواني على هو نفسه صاحب التاريخ ،وجاء أيضا في آخر نسخة لمخطوط أحمد خراز والتي
تعتبر من أصح المخطوطات ،على أن اسم صاحب الكتاب هو محمد ابن محمد ابن عمر
العدواني الرحماني السوفي اللجي دفين الزقم ،وتشر المصادر التاريخية بان العدواني
عاش بين القرنين العاشر والحادي عشر هجري الموافق للقرن السابع عشر الميلادي فيكون ميلاده إذن في أواخر القرن
العاشر هجري ووفاته أواخر الحادي عشر هجري .وقد عاش العدواني بمنطقة سوف متنقلا
بين منطقة الزببان ووادي ريغ ومنطقة تبسة
والبلاد التونسية .واستقر بسوف ببلدة سمى :اللجة (الزقم حاليا) ،وقد كانت دراسته
معتمدة على السفر والتنقل و الترحال إلى الشيخ البكري بالمشرق وقد أخذا عنه علوم
التصوف ,ومن خلال كتابه في التاريخ أنه كان يتنقل من سوف إلى المشرق ومصر لتلقي
العلوم والمعارف عن كبار المشايخ ,حتى أصبح عارفا وله ثقافة واسعة مكنته من تدوين
حالات عصره ومجتمعه في كتابه الشهير – بتاريخ العدواني - أما عن نشاطه فقد كان
العدواني كثير النشاط و الترحال والتنقل من أل العلم والاطلاع وتدوين احوال
المجتمع في عصر وحتى قبل عصره .



وقد
خلف العدواني العديد من المساهمات الفكرية أهمها مجموعة من المخطوطات التاريخية ومنها
كتاب العدواني . وهو يعد من أهم الوثائق
المكتوبة لتاريخ الجزائر خلال العهد العثماني ويعد المدر الوحيد في تاريخ الصحراء
الجزائرية عموما وسوف بالخصوص .و بهذا الاخير قام ابو القاسم سعد الله بتحقيق
وتقديم هذا المخطوط سنة 1996م.



وأن
للعدواني علم وثقافة واسعة ,وانه يحفظ القران ويستدل بها في العديد من
الناسبات,ويحفظ الإخبار كذلك وله رصيد لغوي وأمثال شعبية كثيرة يستدل بها في الكير
من كتاباته .


ومن بين رفقائه الشيوخ الذين يستعين بهم
ويستشيرهم نذكر منهم :الزقام ,احمد عبد
العزيز ,ابو زيد خالد بن سالم .ويوجد لحد ألان مسجد عريق يسمى باسم العدواني ببلدة
الزقم مسقط رأس هذا الرجل ،وهو من اعرق المساجد بالمنطقة حيث صلي أربعين جمعة قبل
مساجد المنطقة (سوف) .ويعتبر العدواني من كبار متصوفة زمانه ,وقد مات في القرن
السابع عشر الميلادي,ويوجد ضريحه إلى حد الآن بمقبرة الرئيسية بالزقم بلدة الشيخ
العدواني الواقعة على بعد 15 كلم من عاصمة الولاية وهي البلدة التي يعرف عنها
بأنها أول تجمع سكاني بوادي سوف