السلام عليكم
هذا مقال رائع أعجبني أرجو أن يعجبكم
بسم الله الرّحمن الرحيم
قال تعالى :"
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب"
[الزمر9]
إنّ معرفة المسلم الأحكام الشرعية التي تلزمه في حياته فرض عين عليه؛ لأنه مأمور بأن يقوم بأعماله حسب أحكام الشرع. أما معرفة ما زاد على ما يلزم في حياته من الأحكام الشرعية، ففرض كفاية وليست فرض عين.
وإنه وإن كان المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم «طلب العلم فريضة على كل مسلم» (أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك) كل علم يلزم المسلم في حياته، فانه يدخل فيه الفقه من ناحية الأحكام التي تلزم المسلم في حياته، والعقائد والعبادات والمعاملات وغير ذلك. ومن هنا كانت دراسة العلوم الشرعية من الأمور اللازمة للمسلمين بل من الأحكام التي فرضها الله عليهم سواء أكانت فرض عين أو فرض كفاية.
وقد جاءت الآيات القرآنية حاثة على التعلّم. قال الله تعالى: (
شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) [آل عمران: 18].
قال ابن كثير في تفسيره: "قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال: (
شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ) وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام".
وقال الله تعالى: (
يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ) [المجادلة:11].
قال الطبري: "
يرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات إذا عملوا بما أمروا به".
كما جاءت الأحاديث النبوية أيضا حاثة على التفقه، وتحصيل العلم الشرعي. فقد روى البخارى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يفقهه». وعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يفقه في الدين».
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة».
وأخرج أبو داود والترمذي عن أبي الدَّرداء قال: «
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ يَقُولُ: مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاء، وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ، وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً، وَإنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ».
وأعلم أخي المسلم وأختي المسلمة، " أن لكلّ مطلوب باعثاً، والباعث على المطلوب شيئان: رغبة أو رهبة، فليكن طالب العلم راغباً وراهباً، أما الرغبة ففي ثواب الله تعالى لطالبي مرضاته وحافظي مفترضاته، وأما الرهبة فمن عقاب الله تعالى لتاركي أوامره ومهملي زواجره، فإذا اجتمعت الرغبة والرهبة أدّتا إلى كنه العلم". [من كلام للإمام الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين].
مجلة الزيتونة